top of page
صورة الكاتبAbdulla AlJunaid

هوامش شرق أوسطية

حضور مؤتمر هرتسليا أو «هرزليا» كما ينطقها البعض، مثل محطة جديدة في استكشاف وفهم أطياف السياسة الإسرائيلية والإسرائيليين، وكذلك آخرون ممن حضر أو شارك في جلساته. الاستقصاء كان مفتاح كل الحوارات لفهم تفاصيل المقاربات الأخيرة تجاه المنطقة (الصينية/ الأميركية) وما يمكن أن تنتجه من تحولات في الموازين الإقليمية. ورغم تعدد عناوين الإسرائيليين، فإن هاجسهم الأمني يبقى المحرك الأول والحاكم لمنظورهم الإقليمي أولاً، وتطوير ما أسست له المواثيق الإبراهيمية ثانياً. أما ثالثا، فهو ما يُعرف بتحقيق «التطبيع» مع المملكة العربية السعودية، ويتجلى ذلك في دفعهم بالحليف الأميركي لتوظيف كل ثقل أدواته السياسية لدى الرياض باتجاه تحقيق ذلك. رغم غياب احتساب كُلف ذلك من الجانب الإسرائيلي أو تبعاته على واقع العلاقات السعودية الأميركية، أو فهم وتفهم أولويات الرياض من منظورها السعودي (شرق أوسطياً) وإسلامياً، أما المحرك الثاني فهو واقع الحال السياسي الإسرائيلي غير المستقر و«الطارد» لكل احتمالات وقوع ذلك التقارب.

على الجانب الأميركي يستجد أمران، امتداد المقاربة الصينية شرق أوسطيا خارج نطاق الاتفاق السعودي الإيراني، ومدى مماثلتها بأخرى أوروبية، ومدى تأثير تكافل المقاربتين على نفوذ الولايات المتحدة في عموم المنطقة خصوصاً بعد تراجع حضور الملف النووي الإيراني كأحد أهم محركات السياسة الخارجية الأميركية تجاه المنطقة. وقلق واشنطن من تحقيق الرياض اختراقاً في الملف النووي الإيراني من خلال وساطة صينية، ومدى تأثير التحول في الموقف الأوروبي باتجاه بكين على إعادة صياغة محور صعب من المنظور الأميركي جيواستراتيجياً.

ما يغيب أو يُغيب من المنظور الجمعي (الأميركي الإسرائيلي) تجاه المنطقة، هو قابلية تطوير منظور إقليمي مشترك يكفل تحقيق المصالح المشتركة لعموم أطرافه، وكذلك التوافق إقليمياً من حيث الأولويات، وأولها إعادة الاستقرار واستدامته عبر كافة الآليات الضامنة للاستدامة (أمنياً/ اقتصادياً/ اجتماعياً).


تأكيداً لا يمكن إقصاء الهاجس الأمني الجمعي لعموم دول المنطقة منذ ما يتجاوز عشرين عاماً (غزو العراق في 2003)، إلا أن افتراض استدامة أولوية المنظور الأمني الأميركي الإسرائيلي المشترك للمنطقة بات أمراً غير قابل للاستمرار، وكذلك قبول تأجيل آليات بناء الثقة بين طرفي ملف السلام في الشرق الأوسط (إسرائيل والسلطة الفلسطينية) حتى وإن تأجل الحل القابل للاستدامة، فهناك آفاق قابلة للتطوير عبر الجغرافيا الاقتصادية (الأردنية الفلسطينية الإسرائيلية) المشتركة قادرة على تخليق واقع مغاير للواقع الاجتماعي الاقتصادي القائم، وسيسهم في حال وجود اجتهادات داعمة في تخليق محركات قادرة على تحقيق مقاربات غير تقليدية وداعمة لمنظور إقليمي مشترك، ومتكافئة من حيث الوقْع Impact والمواثيق الإبراهيمية، ومؤسسة لثقافة إقليمية مشتركة.


المقالة الاصلية

https://www.alittihad.ae/opinion/4378415/%D9%87%D9%88%D8%A7%D9%85%D8%B4-%D8%B4%D8%B1%D9%82-%D8%A3%D9%88%D8%B3%D8%B7%D9%8A%D8%A9

٤ مشاهدات٠ تعليق

コメント


bottom of page